ابو العز المشوادي
بادء ذي بدء انا لا اقصد في الموضوع التحضر انتقال البدو من الصحراء الى المدن ولا اهل الفلاحة من قراهم الى المدن .
انما اخوض في ما نراه في مجتمعنا الحالي من التشبة بحضارة الغير .
التحضر الفعلي والتحضر المظهري المزيف .
التحضر الفعلي:- هو ما يقوم علي خطط استراتيجية محددة
بآلية عمل قوامها الدراسة العلمية المستفيضة من قبل متخصصين في كافة المجالات العلمية والعملية على أسس ومبادئ البحث العلمي .
والخطة الاستراتيجية لابد ان يتبعها خطط مرحلية للوصول للخطة الرئيسية ألا وهي الخطة الاستراتيجية الهدف المنشود .
فالباحث هنا يجد خطة استراتيجية إقتصادية طبية هندسية تعليمية سياسية الفنية اي في كل التخصصات .
فتنتج الطفرة في كل المجالات .
فيكون التحضر على الوطن قبل الفرد وينعكس بالتالي على افراد المجتمع وتبنى الثقافة المجتمعية .
فتجد على سبيل المثال لا الحصر الاهتمام بالنواحي التعليمية التي هي اساس كل العلوم وكل التخصصات فمن غير المعقول ان يوجد طبيب او مهندس او طيار أو ظابط أو قاضي …الخ دون ان يتعلم على يد معلم .
فتجد الاهتمام بالمعلم وبالمباني التعليمية والمختبرات اللغوية والعلميه ..
ثم عمل خطة استراتيجية طبية فهل يعقل ان الانسان المريض الذي لا يكاد يقف على قدميه من الالم والوجع ان يخدم نفسه ومجتمعه .
أولم تشغله آلامه وأوجاعه عن الفكر والعلم والتعلم .
لذا تجدهم يهتمون بالطاقم الطبي في جميع التخصصات والابنية طبية بكامل اجهزتها .
وقس على ذلك جميع المجالات .
ومن هنا تبدأ النهضة والتقدم وحضارة المجتمع وثقافته .
فالتنمية البشرية الحقيقية منها تنطلق أسهم النهضة
فتظهر جليا الثقافة المجتمعية المتحضرة التي تقوم على افعل ولا تفعل .
افعل الصح وان لم يرك الا الله ولا تفعل الخطأ وان لم يرك احد الا الله .
بينما التحضر المظهري المزيف هو ذاك التحضر الذي يكون ظاهرا وليس له وجود فعلي وقوامة طفرة في المال .
كمثال تحضر في الملبس والركوب السيارات بأنواعها
السكن في قصور وفلل وناطحات سحاب ولكن لا ثقافة ولا علم ولا خطط استراتيجية .
فتجد مباني تعليمية فخمة ولا وجود للمعلم الكفاءة .
وتجد مباني طبية واجهزة ولا تجد الطبيب ولا تجد من يجيد استخدام الاجهزة .
فلا تجد بحق البحث العلمي الذي يقوم على الدراسة والتشخيص والعلاج .
وهناك مجتمعات لا يوجد فيها تعليم ولا صحة ولا ابنية ولا شوارع منظمة وتُظهر التحضر وتتبنى ثقافة تعارض القيم المجتمعية و تحاول ان تتغطى بثوب الحضارة فهم بهذا الفعل يرتدون ثيابا لا تناسبهم ولاتناسب مجتمعهم ولكن مظهر خادع لا يقوم على الحقيقة .
فلا تجد في هذه المجتمعات خطة استراتيجية ولا مرحلية .
بل تقوم المشاريع والقرار بشكل فردي دون دراسة ودون اخذ رأي أهل التخصص والدراية والخبرة .
والتحضر المظهري قوامة ثقافة مستوردة لا تتوافق مع ثقافة المجتمع وتخالف القيم والعادات والتقاليد .
وهذه الثقافة المستوردة هي في الاساس منبوذة ولا تجد قبول مجتمعي في موطنها الاصلي .
ولنا العبرة في الحضارات المتعاقبة التي تركت خلفها أثر يدل على وجودها وحضارتها وتقدمها فنجد الحضارة الفرعونية والحضارة الصينية والسومرية .
فمن ترك اثر حفر اسمه بين الحضارات المتلاحقة .
وكم من مجتمعات دثرت ونتهت ولا ذكر لها .