أخر الاخبار

كلام رياضي جدا ...... علاج أزمة عاشور !!! sports



بقلم: د. طارق الأدور
منذ 28 عاما بالتمام والكمال قرر الأهلي فجأة الإستغناء عن رباعي أهدى النادي البطولات لسنوات طويلة وكانوا وقتها طاهر أبوزيد وربيع ياسين ومحمود صالح وعلاء ميهوب.. قامت الدنيا ولم تقعد حول القرار وصحته وإحترافيته، ولكن في النهاية بقيت لقواعد الإحتراف الأساسية في العالم كله الكلمة العليا تحت قاعدة البقاء للأصلح في عصر الإحتراف، وإعتزل الثلاثي أبوزيد وياسين وصالح وقرر ميهوب الإستمرار في الأوليمبي.
 ها هو الموقف يتكرر بعد كل هذه السنوات ولكن هذه المرة مع لاعب يبدو أنه أحد الأيقونات التاريخية للأهلي، إن لم يكن الأبرز على الإطلاق على صعيد الأرقام والآنجازات وهو حسام عاشور.
 الحقيقة أنني على مدى نحو 17 عاما من العطاء للاعب كنت أرى أنه نموذجا رائعا للانجازات والإلتزام ناهيك عن الأرقام القياسية صعبة المنال والتي قد تظل طويلا مسجلة بإسمه وبخاصة أن فترة تألقه إقترنت بشكل عام بأعظم فترة للنادي الأهلي في تاريخه وهي عصر مانويل جوزيه في مطلع هذا القرن، ومن هنا كنت أتمنى أن تكون النهاية أفضل من ذلك.
 ولكنني سأتحدث عن الناحية الفنية التي تنبأت بها منذ شهور وعلى وجه التحديد بعد أسابيع قليلة من تولي رينيه فايلر للمهمة، في ديسمبر الماضي حين قلت صراحة أن إستراتيجية فايلر الفنية التي يعتمد عليها، لا وجود لعاشور فيها لأنه لا يؤمن بدور لاعب الإرتكاز التقليدي من نوعية هذا اللاعب، ودللت على ذلك بأن قلت أن لاعبا أراه من أبرز نجوم الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، وهو طارق حامد نجم الزمالك لو كان متواجدا في الأهلي في عصر فايلر لما حجز مكانا أساسيا في التشكيل.
 منذ اليوم الأول لفايلر وضح أن أدوار لاعبي الإرتكاز في وسط الملعب تختلف تماما عن كل الفرق المصرية، فهو لا يحب اللاعب الذي يلعب في مركز 6، أي اللاعب الملتزم بدائرة الوسط ومهامه الأساسية تكمن في مهارة التسلم والتسليم، وأنه يحب أن يكون لاعبي الإرتكاز من نوعية لاعب مركز 8 أي اللاعب الذي يكون دوره دائما التحرك الفني بين المنطقة الدفاعية والهجومية ويجيد التسديد على المرمى والإختراق الطولي للملعب في العمق والأجناب وإجادة التعامل حتى مع الكرات داخل منطقة الجزاء والتهديف وكلها عوامل لا تتوافر في اللاعبين من نوعية عاشور وحامد، لذلك تنبأت منذ فترة بأن نهاية عاشور مع الأهلي إقتربت رغم حبي الشديد لهذا اللاعب.

 ورأيي الشخصي في تلك القضايا دائما أن إحتياجات الفريق الفنية والتي يحددها الجهاز الفني وليس أي شخص آخر هي العنصر الأساسي لتقييم لاعب أو وضع خط النهاية لآخر، ولكن في نفس الوقت على الأجهزة الفنية والإدارية معا أن تبحث عن أبرز طريقة لوضع خط النهاية مع النجوم الكبار أمثال عاشور، ليس بهذه الطريقة التي تبدو مهينة.
 لذلك فأنا أتفق مع الشق الأول وهو أن تكون العناصر الفنية للجهاز الفني هي المحدد الأساسي لبقاء اللاعب أو رحيله، ولكنني في نفس الوقت لا أتفق مع الشق الثاني لأن الطبيعي في هذه الحالات هو البحث عن أفضل سيناريو للنهاية.
 عاشور هو أكثر لاعب إرتدى قميص الأهلي في التاريخ منذ نشأته عام 1907 حيث خاض 511 مباراة في مختلف البطولات وهو أكبر عدد يخوضه لاعب في تاريخ الكرة المصرية، كما أنه اللاعب صاحب عدد من الألقاب في تاريخ الكرة المصرية برصيد 36 بطولة محلية وقارية ودولية يحتل فيها جميعا الرقم القياسي في عدد المبارايت وعدد الألقاب في كل بطولة على حدة ومن بينها رقم أسطوري بخوض 156 مباراة أفريقية.
 عاشور يتبقى له رقم واحد غير مسجل بإسمه وهو أكبر عدد من المشاركات في تاريخ الدوري مع الأهلي حيث خاض 291 مباراة بفاصل 10 مباريات عن صاحب الرقم القياسي وهو هادي خشبة الذي لعب 301 مباراة، وأرى أن رد الإعتبار الأمثل هو السماح بمشاركته في 10 مباريات على الأقل فيما تبقى من دوري هذا الموسم حتى يترك النادي وهو ملكا متوجا بكل الأرقام القياسية وعندئذ سيكون أفضل تكريم للاعب بحجمه.

Adwar10@hotmail.com
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-