بقلم د / طارق الأدور
بعد تأجيل دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو 2020 إلى صيف 2021 إزداد الموسم الحالي غموضا في كل أنحاء العالم وبخاصة أن الأمور أصبحت الآن تدار عالميا بجهة واحدة هي منظمة الصحة العالمية التي تقود العالم لمقاومة أصعب وباء في القرن الحادي والعشرين، وهو قيروس كورونا.
وتأجيل الأولمبياد كان الأمر الأصعب بين كل الآرتباطات الدولية لأن تلك الدورات التي تستقطب العالم بأسره لم يتغير موعدها في التاريخ عن السنوات الزوجية منذ إنطلاق تلك الدورات بمساندة السير بيير دي كوبيرتان قائد الحركة الأولمبية عام 1896، بإستثناء المرات القليلة التي تزامنت فيها الحركة الأولمبية مع الحروب العالمية ولم تقم وهي بالتحديد 3 مرات أعوام 1916 و1940 و1944.
لذلك كان تأجيل الدورة الأولمبية أمرا صعبا جدا لأن تلك الدورات تتطلب إستعدادات بملايين الدولارات بجانب إرتباطها بمواعيد للبث وتفاصيل عديدة للإستثمار، ناهيك عن إرتباطها ببرامج علمية طويلة المدى لإعداد الرياضيين في كل اللعبات حتى يصل اللاعب إلى قمة الفورمة الفنية والبدنية خلال الدورة الأولمبية ومن الصعب جدا تعديل تلك البرامج لعام كامل.
الأزمة الأكبر تكمن في تأجيل بطولتي كأس الأمم الأوروبية "اليورو" وكأس أمريكا الجنوبية للأمم "كوبا أمريكا" إلى صيف 2021 وفي الطريق نقل كأس الأمم الأفريقية أيضا لنفس الفترة وبالتالي قد يحدث تداخل كبير في مواعيد كل تلك الإرتباطات مما قد يعود بخسائر كبرى على عوائد تلك البطولات من خلال تضارب مواعيد البث في ظل إعتماد تلك الهيئات الرياضية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الدولية على البث التليفزيوني.
وتبقى النقطة الهامة والسؤال الحائر في ظل توالي تأجيلات النشاط الرياضي في العالم، هل من الممكن أن يعود النشاط مرة أخرى ليستكمل هذا الموسم في كل بقاع العالم؟؟
الإجابة بوضوح أن منظمة الصحة العالمية لن تقرر إستئناف كل الأنشطة بما فيها النشاط الرياضي إلا إذا كانت هناك تأكيدات طبية بإنتهاء تفشي الفيروي اللعين في كل أنحاء العالم بعد سياسة العزل الطبيعي التي إنتهجتها كل البلدان في الفترة الأخيرة للحد من إنتشار الفيروس وبخاصة في أوروبا أكثر قارات العالم معاناة من إنتشاره.
وتقول النظريات الطبية أن العزل الكامل لمدة أسبوعين في البيوت أي الفترة الأطول لحضانة الفيروس، وهي الفترة بين الإصابة وظهور الأعراض، كفيلة بعدم ظهور حالات جديدة على الأقل وقصرها على المصابين والمخالطين لهم ، وهنا لن تزيد الأعداد بمعدلات كبيرة ثم تأتي فترة العزل الثانية والتي أقرتها الحكومة عندنا بحذر التجوال، وهو قرار نموذجي، لتكون بمشيئة الله الفترة الكافية للقضاء على إنتشار الفيروس.
لذلك فأنا أتوقع أنه يمكن إستئناف الأنشطة المحلية في كل دول العالم بداية من شهر مايو القادم، وحيث أن كل الرياضيين حصلوا على راحة شهرين تقريبا منذ إنتشار المرض في أول مارس، فإنه يمكن إستئناف النشاط وإلتحام هذا الموسم مع الموسم القادم دون راحة بإعتبار أن الفترة الماضية هي بمثابة الراحة الفعلية بين الموسمين.
أما إستئناف النشاط القاري من خلال إستكمال دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية، فأرى أنه يمكن أن يستأنف في بداية يونيو وبإقامة ما تبقى من البطولتين في مكان النهائي مع إجبار بعثات الفرق المشاركة على إجراء فحص الفيروس قبل السفر وبالتالي ضمان خلوهم من الإصابة على أن يقام الدور قبل النهائي من مباراة واحدة بين الأهلي والوداد، والزمالك والرجاء ثم تقام المبارة النهائية بين الفائزين في مدينة دوالا الكاميرونية، ونفس الحال بإقامة قبل نهائي الونفيدرالية من مباراة واحدة ثم النهائي في مدينة الرباط المغربية.
adwar10@hotmail.com